في ليبيا.. حافظ القرآن = خريج جامعة
موقع
إسلام أون لاين.نت/مصطفى الجعفري: قليلون هم من يعرفون عن ليبيا أنها بلد
المليون حافظ للقرآن الكريم، وأن الحفظة فيها لا يقلون عن خمس السكان،
ويصل احترام حافظ كتاب الله فيها لدرجة أنه يوضع معنويا وماديا في مقام
خريج الجامعة في السلك الوظيفي.
وكل هذا بفضل الزوايا والخلاوي
والكتاتيب التي يربو عددها على 5 آلاف تنشر تحفيظ القرآن الكريم في ربوع
الجماهيرية سواء في المدن أو القرى، بحسب ما ذكره الدكتور محمد أحمد
الشريف، أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، لـ"إسلام أون
لاين.نت". وأضاف أن هذه الزوايا والخلاوي والكتاتيب خرَّجت أكثر من مليون
حافظ للقرآن، بخلاف هؤلاء الذين يحفظون ما بين ثلاثة أرباعه أو نصفه أو
ربعه؛ ما يعني أن غالبية الشعب الليبي (يبلغ عدد سكان ليبيا 5 ملايين
نسمة) تضم في صدورها قسطا وفيرا من الكتاب الكريم.
ومن المميزات التي
ينفرد بها حافظ كتاب الله في ليبيا، فضلا عن التكريم والاحترام من
المحيطين حوله، أنه يتساوى وظيفيا بخريج الجامعة حتى وإن لم يكن عمره قد
تجاوز الـ16 عاما.
وعن ذلك يقول الدكتور الشريف: كان المُحفّظ وحافظ
القرآن في السابق يُلاقيان الأمرّين في الصحاري والقفار دون اهتمام يُذكر,
ومُرتّب هزيل يصرفه من حصيلة الجهود الذاتية, حتى كانت ثورة الفاتح من
سبتمبر عام 1969 التي أولت حفظة القرآن اهتماما كبيرا".
وأضاف: "في أحد
اللقاءات الرسمية- وكنت آنذاك وزيرا للتعليم- طرحت الموضوع على الأخ قائد
القيادة الشعبية الإسلامية (الرئيس الليبي معمر القذافي) ولما عرف ضآلة
الرواتب التي يحصل عليها الحفظة قال لي: يجب أن يُكرّم حامل كتاب الله
أفضل تكريم ولا يمكن أن يقل عن خرّيج الجامعة.. ومن يومئذ يُعامل الحافظ
للقرآن كخرّيج الجامعة في الوظائف بل تكون له الأولوية".
"ميزة عظيمة"
ويُعلّق
الدكتور أحمد عيسى المعصراوي -شيخ عموم المقارئ المصرية ورئيس لجنة المصحف
بالأزهر الشريف- على هذه الظاهرة خلال زيارته للجماهيرية قائلا: "هذه ميزة
للشعب الليبي أن خمسه يحفظ القرآن، تُميّزه عن غيره من شعوب العرب
والمسلمين".
ولفت المعصرواي في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن
"العبرة ليست بالحفظ فقط بل إن هؤلاء أيضا في أكثر ما سمعت منهم يتميزون
بالضبط والإتقان، فمن خلال مشاركاتي المتعددة في الكثير من المسابقات
القرآنية وعلى رأسها مسابقة دبي الدولية لاحظت أن أبناء ليبيا كان لهم
النصيب الأوفر في الاحتفاظ بالمركز الأول على مستوى 86 دولة فقد احتلت هذا
المركز ما يقرب من 6 أو 7 مرات".
ووصف الليبيين على هذا الأساس بأنهم
"شعب قرآني، ويُقبلون على كتاب الله بقلوب مفتوحة، ومادام المسلمون كذلك
فسيكونون بخير لأنهم يعيشون مع كتاب الله، وهذا يبشر بأن لدينا جيلا
قرآنيا يتحلّي بالأخلاق الإسلامية التي يجب أن يكون عليها جميع المسلمين".
وأثناء
زيارة القارئ المصري الشهير الشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ صلاح نصار
-خطيب الجامع الأزهر الشريف- لليبيا حرصا بدورهما على الاطلاع على التجربة
الليبية في الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه وأصول تلاوته،
وزارا في هذا الصدد منارة الصفا، ومنارة الأسمرية، ومنارة الأنوار
الربانية. وتعني كلمة منارة في ليبيا مركز التحفيظ.
وبالإضافة إلى نشاط
التحفيظ في هذه المنارات فإنها تقدم أنشطة أخرى للطلاب ليكتمل إدراكهم
للقرآن الكريم ومقاصده ومنها، بحسب ما قاله الشيخ علي مختار العاتي رئيس
مركز منارة الأنوار الربانية لـ"إسلام أون لاين.نت": "تدريس الفقه
الإسلامي والحديث الشريف والتفسير واللغة العربية وعلوم التلاوة والعقيدة
لمحاربة الزندقة والتطرف والبدع والخلافات وفق منهج تعليمي حر".
ومن
أشهر الأساتذة القائمين على تدريس هذه العلوم: عبد الله ميلاد القبي، عبد
السلام منصور بعيج، وإبراهيم عطية خليفة، وخالد محمد القمولي وغيرهم.
وتعد
المنارات والكتاتيب والزاويا هي المركز الأول لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم
في الجماهيرية الليبية في الوقت الحالي، وهي المنوط بها بشكل أساسي توصيل
علوم القرآن الكريم إلى المتعلمين وغير المتعلمين على حد سواء، أما على
المستوي الرسمي فيوجد تعليم ديني في مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
وفي
مرحلة التعليم الجامعي لا يوجد في ليبيا جامعة متخصصة في التعليم الديني
سوى جامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية التي فتحت أبوابها عام 1994، وهي
تنسب في اسمها إلى عبد السلام الأسمري مؤسس أهم المراكز الإسلامية في ليبيا
موقع
إسلام أون لاين.نت/مصطفى الجعفري: قليلون هم من يعرفون عن ليبيا أنها بلد
المليون حافظ للقرآن الكريم، وأن الحفظة فيها لا يقلون عن خمس السكان،
ويصل احترام حافظ كتاب الله فيها لدرجة أنه يوضع معنويا وماديا في مقام
خريج الجامعة في السلك الوظيفي.
وكل هذا بفضل الزوايا والخلاوي
والكتاتيب التي يربو عددها على 5 آلاف تنشر تحفيظ القرآن الكريم في ربوع
الجماهيرية سواء في المدن أو القرى، بحسب ما ذكره الدكتور محمد أحمد
الشريف، أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، لـ"إسلام أون
لاين.نت". وأضاف أن هذه الزوايا والخلاوي والكتاتيب خرَّجت أكثر من مليون
حافظ للقرآن، بخلاف هؤلاء الذين يحفظون ما بين ثلاثة أرباعه أو نصفه أو
ربعه؛ ما يعني أن غالبية الشعب الليبي (يبلغ عدد سكان ليبيا 5 ملايين
نسمة) تضم في صدورها قسطا وفيرا من الكتاب الكريم.
ومن المميزات التي
ينفرد بها حافظ كتاب الله في ليبيا، فضلا عن التكريم والاحترام من
المحيطين حوله، أنه يتساوى وظيفيا بخريج الجامعة حتى وإن لم يكن عمره قد
تجاوز الـ16 عاما.
وعن ذلك يقول الدكتور الشريف: كان المُحفّظ وحافظ
القرآن في السابق يُلاقيان الأمرّين في الصحاري والقفار دون اهتمام يُذكر,
ومُرتّب هزيل يصرفه من حصيلة الجهود الذاتية, حتى كانت ثورة الفاتح من
سبتمبر عام 1969 التي أولت حفظة القرآن اهتماما كبيرا".
وأضاف: "في أحد
اللقاءات الرسمية- وكنت آنذاك وزيرا للتعليم- طرحت الموضوع على الأخ قائد
القيادة الشعبية الإسلامية (الرئيس الليبي معمر القذافي) ولما عرف ضآلة
الرواتب التي يحصل عليها الحفظة قال لي: يجب أن يُكرّم حامل كتاب الله
أفضل تكريم ولا يمكن أن يقل عن خرّيج الجامعة.. ومن يومئذ يُعامل الحافظ
للقرآن كخرّيج الجامعة في الوظائف بل تكون له الأولوية".
"ميزة عظيمة"
ويُعلّق
الدكتور أحمد عيسى المعصراوي -شيخ عموم المقارئ المصرية ورئيس لجنة المصحف
بالأزهر الشريف- على هذه الظاهرة خلال زيارته للجماهيرية قائلا: "هذه ميزة
للشعب الليبي أن خمسه يحفظ القرآن، تُميّزه عن غيره من شعوب العرب
والمسلمين".
ولفت المعصرواي في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن
"العبرة ليست بالحفظ فقط بل إن هؤلاء أيضا في أكثر ما سمعت منهم يتميزون
بالضبط والإتقان، فمن خلال مشاركاتي المتعددة في الكثير من المسابقات
القرآنية وعلى رأسها مسابقة دبي الدولية لاحظت أن أبناء ليبيا كان لهم
النصيب الأوفر في الاحتفاظ بالمركز الأول على مستوى 86 دولة فقد احتلت هذا
المركز ما يقرب من 6 أو 7 مرات".
ووصف الليبيين على هذا الأساس بأنهم
"شعب قرآني، ويُقبلون على كتاب الله بقلوب مفتوحة، ومادام المسلمون كذلك
فسيكونون بخير لأنهم يعيشون مع كتاب الله، وهذا يبشر بأن لدينا جيلا
قرآنيا يتحلّي بالأخلاق الإسلامية التي يجب أن يكون عليها جميع المسلمين".
وأثناء
زيارة القارئ المصري الشهير الشيخ محمد محمود الطبلاوي والشيخ صلاح نصار
-خطيب الجامع الأزهر الشريف- لليبيا حرصا بدورهما على الاطلاع على التجربة
الليبية في الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه وأصول تلاوته،
وزارا في هذا الصدد منارة الصفا، ومنارة الأسمرية، ومنارة الأنوار
الربانية. وتعني كلمة منارة في ليبيا مركز التحفيظ.
وبالإضافة إلى نشاط
التحفيظ في هذه المنارات فإنها تقدم أنشطة أخرى للطلاب ليكتمل إدراكهم
للقرآن الكريم ومقاصده ومنها، بحسب ما قاله الشيخ علي مختار العاتي رئيس
مركز منارة الأنوار الربانية لـ"إسلام أون لاين.نت": "تدريس الفقه
الإسلامي والحديث الشريف والتفسير واللغة العربية وعلوم التلاوة والعقيدة
لمحاربة الزندقة والتطرف والبدع والخلافات وفق منهج تعليمي حر".
ومن
أشهر الأساتذة القائمين على تدريس هذه العلوم: عبد الله ميلاد القبي، عبد
السلام منصور بعيج، وإبراهيم عطية خليفة، وخالد محمد القمولي وغيرهم.
وتعد
المنارات والكتاتيب والزاويا هي المركز الأول لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم
في الجماهيرية الليبية في الوقت الحالي، وهي المنوط بها بشكل أساسي توصيل
علوم القرآن الكريم إلى المتعلمين وغير المتعلمين على حد سواء، أما على
المستوي الرسمي فيوجد تعليم ديني في مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
وفي
مرحلة التعليم الجامعي لا يوجد في ليبيا جامعة متخصصة في التعليم الديني
سوى جامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية التي فتحت أبوابها عام 1994، وهي
تنسب في اسمها إلى عبد السلام الأسمري مؤسس أهم المراكز الإسلامية في ليبيا